يستعد المخرج مروان حامد ليصور أولى المشاهد الخاصة بفيلمه الجديد "كيرة والجن"، خلال الأسبوع الأخير من شهر كانون الثاني/يناير الحالي، وقد تم تحديد "جنوب أفريقيا" لإنطلاق التصوير هناك على مدار أسبوعين، ومن ثم العودة لإستكمال التصوير في مصر، إذ قرر المخرج مروان حامد إنهاء المشاهد الخارجية للفيلم أولاً، بسبب إنشغال نجمي العمل أحمد عز وكريم عبد العزيز بأعمال فنية أخرى.
"الفن" يرصد في هذا الموضوع تفاصيل خاصة عن تحضيرات الفيلم وأماكن تصويره، وترتيب إسمي النجمين على تتر الفيلم، والإستعانة بخبراء غرافيكس من أوروبا لتنفيذ العمل، وبعض التفاصيل يرويها لنا أبطال العمل في السطور التالية:
ميزانية ضخمة
في البداية يعتبر فيلم "كيرة والجن" من أضخم الإنتاجات السينمائية التي يتم تنفيذها في العام الجديد، فلقد وضِعت ميزانية للفيلم تتخطى الـ50 مليون جنيه، فضلاً عن الإستعانة بعناصر أجنبية للقيام بأعمال المونتاج والغرافيكس لتقديمه بأفضل صورة ممكنة، فهو العمل الأول الذي يجمع الممثل أحمد عز بالممثل كريم عبد العزيز، فيُقدم الأول دور "الجن" والثاني دور "كيرة"مع عدم رغبة المخرج الإفصاح عن أية تفاصيل عن شخصيات العمل للجمهور، حفاظاً على عنصر التشويق، وفي الوقت نفسه يواصل فريق الديكور بالفيلم العمل على عمليات الديكور كافة، وكان المخرج مروان حامد قد طلب ديكورات خاصة يتم تنفيذها، تعبيراً عن الفترة الزمنية التي تدور فيها أحداث الفيلم السينمائي قبل مئة عام.
صداقة عز وكريم
من ناحية أخرى فكرة تقديم أهم نجمين سينمائيين في الفترة الحالية بعمل فني واحد هو أمر مستحيل، ولكن الصداقة القوية التي تجمع بين كريم عبد العزيز وأحمد عز كانت الدافع الاول لحماسة كل منهما للتعاون في ما بينهما بعمل فني واحد، فضلاً عن وجود مُخرج واعٍ لن يأتي مع نجم على حساب آخر مثل مروان حامد، على عكس حال بعض المخرجين الذين ينحازون لنجم على حساب نجم آخر بعمل فني واحد. هذا إلى جانب شركة الإنتاج التي خصصت كل الإمكانيات المتاحة لتقديم فيلم "كيرة والجن" بأبهى صورة ممكنة، وكان عز وكريم قد ظهرا للمرة الأولى كوجهين لإحدى شركات الهواتف الخلوية المصرية، الأمر الذي جعل البعض يتنبأ بحدوث تعاون فني في ما بينهما بالمستقبل وهو ما حدث بالفعل، أما بخصوص ترتيب الأسماء على التتر فهو أمر لم يتم حسمه حتى الآن، ولم يهتم أي من النجمين بهذا الأمر الذي تُرك بيد الجهة المنتجة، وفي الغالب سيتم وضع إسمي النجمين بجانب بعضهما البعض نظراً لنجوميتهما المتوازية.
مؤلف الفيلم أحمد مراد يكشف عن صعوبات واجهته وقت الكتابة
في البداية تحدث الكاتب أحمد مراد مؤلف رواية "1919" والمأخوذ عنها فيلم "كيرة والجن"، وأكد على أن الفيلم كان بحاجة لإسمين كبيرين بالسينما مثل أحمد عز وكريم عبد العزيز نظراً للتكاليف الكبيرة التي يتضمنها سواء مادياً أو معنوياً، إذ أشار إلى أن الأحداث حقيقية، وعلى الرغم من أن المذكرات الشخصية المكتوبة عن الشخصيتين اللتين يؤدي دورهما كل من أحمد عز وكريم عبد العزيز، لم تأتِ بالكثير من المعلومات، إلا أنه يؤكد على أن الأحداث الحقيقية لأي عمل فني لابد أن تكون ممزوجة بخيال المؤلف أيضاً، إذ لا يمكن تقديم عمل واقعي خالص مئة بالمئة.
وأضاف الكاتب أحمد مراد قائلاً: "مشروع "كيرة والجن" أعمل عليه منذ سنوات، ولكن المشكلة الكبرى التي كانت تواجهني هي كيفية تقديم مصر خلال فترة الإستعمار الإنكليزي، وبالتحديد حتى عام 1919، وخصوصاً بعد تغير ملامح القاهرة في ذلك الوقت مع ملامحها الآن، والتي لا توجد بها أية ملامح من القاهرة في ذاك الوقت، وفي الوقت نفسه العمل ليس تاريخياً بل إنه يحمل الأكشن والتشويق ولذلك غيرنا إسم الرواية حينما قررنا تحويلها لفيلم كي لا يذهب أي شخص بخياله ويقوم بتفسيرات غير صحيحة، على أن العمل تاريخي بالمقام الأول، والأهم في المعالجة السينمائية هو تقديم بعض الأبطال المجهولين الذين حاربوا الإستعمار الإنكليزي خلال وجوده في مصر".
مروان حامد يرغب في إبراز نضال الشعب المصري ضد الإستعمار الإنكليزي
ومن جانبه أكد مروان حامد مُخرج الفيلم على أنه لا يستطيع تصنيف فيلم "كيرة والجن" كعمل تاريخي، مؤكداً على أنه يحمل الأكشن بداخله ويُبرز مدى نضال الشعب المصري ضد الإستعمار الإنكليزي من خلال دوري كريم عبد العزيز وأحمد عز، مؤكداً أيضاً على أن فترة الإستعمار الإنكليزي لمصر لم تتطرق لها الكثير من الأعمال الفنية، ويرى أنها مجهولة بالنسبة للكثير من الفئات العمرية، التي لم تقرأ عن هذه الفترة الصعبة في تاريخ مصر.
وتابع مروان: "إختيار رواية "1919" للكاتب أحمد مراد وتحويلها لفيلم سينمائي هو أمر تناقشنا فيه أنا وأحمد، وعقدنا جلسات عمل تحضيرية للوقوف على كل التفاصيل الخاصة بتحويل الرواية لعمل سينمائي، وهذه ليست المرة الأولى التي أتعاون فيها مع أحمد مراد بل إننا حققنا نجاحات كبيرة من خلال أكثر من عمل سابق، ورغبتنا في إبراز نضال الشعب المصري خلال فترة الإستعمار الإنكليزي هي السبب وراء تحويل هذه الرواية لعمل سينمائي بشكل جديد ومختلف، وهناك إنسجام كبير وكيميا بيني وبين احمد مراد يجعلاننا دائماً نسير على الدرب الصحيح".
أحمد عز وتجربة سينمائية مختلفة
ومن جانبه أكد الممثل أحمد عز على سعادته البالغة بالتعاون مع المخرج مروان حامد الذي وصفه بالعبقري، ومُعرباً عن سعادته أيضاً بالتعاون مع الممثل كريم عبد العزيز، وقد أشار عز إلى أنه يرى فيلم "كيرة والجن" تجربة سينمائية جديدة ومختلفة تتناول 14 عاماً فقط من الإحتلال الإنكليزي لمصر، مؤكداً على أنه لم يقلق من مناقشة العمل لفترة زمنية قديمة، فلقد إستدل بذلك على النجاح الكبير الذي حققه فيلم "الممر" والذي حذره منه البعض، لأنه فيلم حربي تم طرحه خلال عيد الفطر الماضي.
وأضاف أحمد عز: "بغض النظر عن مناقشة الأفلام السينمائية فترات زمنية قديمة من عدمها، فالجمهور يُقدر الأعمال الفنية المبذول فيها مجهود كبير وأصبح يُفرق بين ذلك وما هو مصنوع بسرعة، ونحن نعد الجمهور بأن نُقدم فيلم "كيرة والجن" على أفضل نحو ممكن".
كريم عبد العزيز يتحدث عن صداقته بأحمد عز
ويؤكد الممثل كريم عبد العزيز على سعادته البالغة بمشروع فيلم "كيرة والجن" الذي يجمعه للمرة الثالثة بالمخرج مروان حامد، وللمرة الأولى مع أحمد عز، فيقول: "أنا وأحمد عز أصدقاء منذ زمن وكنا نتمنى أن نجتمع في مشروع فني كبير، حتى جاءت الفرصة في "كيرة والجن"، وأتمنى أن يقدّرنا الله أن نُفرح الناس من خلال هذا العمل الكبير الذي تحمسنا له منذ أن عُرض علينا".
كما يؤكد كريم عبد العزيز أنه وصديقه أحمد عز لم يتحدثا إطلاقاً عن أية تفاصيل تخص ترتيب اسميهما في شارة المسلسل، ويقول: "أحب أحمد عز وهو نجم كبير، ونحن صديقان حقيقيان وتركنا كل الأمور للجهة المنتجة، وكل ما هو في حساباتنا أن نُقدم عملاً متميزاً نُسعد الناس به وليس أكثر، وأتمنى ذلك خلال الفترة المقبلة".